الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قيادي سابق في الاتجاه الاسلامي يعترف: اخواننا لا يأخذون الا بكلام الشيخ

نشر في  26 جوان 2014  (21:33)

في لقاء خاص جمع العشرات من المنتمين للاتجاه الاسلامي اليوم، كانت مسيرة اكثر من 30 سنة من تاريخ حركة النهضة في ميزان عدد الخبراء والمؤرخين والاخصائيين.

هذا الحوار الفكري الذي نظّمه منتدى ابن رشد المغاربي، لمّ شمل اجيال مختلفة للحركة الاسلامية على غرار الوزيرين عبد اللطيف المكي ونور الدين البحيري واعضاء مجلس الشورى عبد الحميد الجلاصي ونور الدين العرباوي والعجمي الوريمي والاعلاميون صلاح الدين الجورشي وجنّات بن عبد الله وكمال بن يونس، بالاضافة الى وجوه كانت الى زمن غير بعيد في الصفوف الاولى للتيار الاسلامي مثل الدكتور حميدة النيفر المؤرخ محمد ضيف الله وعالم الاجتماع كمال الغزي والقيادي السابق بن عيسى الدمني..

اللافت في هذا المنتدى/الحوار الذي آل على نفسه الاجابة من قبيل: "هل كان الاتجاه الاسلامي تيارا تونسيا مغاربيا اصلاحيا ام مجرد جماعة اخوانية ام تنظيما خمينيا؟ "كما روج له المدير المنتدى كمال بن يونس ذو المرجعية الاخوانية على صفحته الإجتماعية منذ أيام. ثم سرعان ما انزاح أمام تدخلات تبحثت في اشكالات حارقة على علاقة بمنشأ حركة النهضة وعلاقتها بحركة الاخوان المسلمين وتاثير مؤسسة الزيتونة على قياداتها والمراجعات الفكرية الفلسفية والسياسية التي طرأت على الخط الحركي.

اخوان مصر واخوانهم تونس

علاقة وثيقة اذن وصلت مشروع الاسلام السياسي التونسي منذ بداياته بالمشروع الاخواني في مصر. "فالحراك الاسلامي سياسيا كان او دعويا في تونس انطلق مع جمعية الشبان المسلمين (محمد الصالح النيفر ورشيد ادريس) بالتوازي مع الاخوان المسلمين في المشرق" كما عرج على ذلك الباحث والمؤرخ محمد ضيف الله. وتمتنت العلاقة عبر المراسلات التي بلغت 47 برقية من تونس الى مصر في خمسينات القرن الماضي. بالاضافة الى مقالات المرجع الاخواني حسن البنا التي كانت تتصدر صحيفة "صوت الطالب التونسي" لمواجهة مد وصيت الشيخ الطاهر بن عاشور.

ثم ان معظم ادبيات ومطالعات ابناء التيار لم تخرج عن مدونات حسن البنا وسيد قطب والمودودي ومحمد الغزالي، وغيرهم خلال فترات الدراسة في المعاهد خلال سبعينات القرن الماضي، لتتغير البوصلة نحو الكتب الماركسية والاشتراكية بل حتى الشيعية تأثرا بابثورة الايرانية. يقول حميدة النيفر متباهيا : كنا نطالع للاسلاميين ولغير الاسلاميين، بل اننا انغمسنا  اواخر السبعينات في المدونات اليسارية. لقد كنا نبحث عن فكر مستنير ومفهوم حضاري وايماني منفتح واجابات لقضايا مصيرية كالتغيير والوطن والمرأة والعدالة الاجتماعية ونظام الحكم والمجتمع. لقد استفدنا من انطونيو قرامشي اكثر حتى من اليساريين" لكنه لا ينكر تصادم هذا النزوع نحو الاختلاف والانفتاح مع عقلية متحجرة دفعت به رفقة زياد كريشان وصلاح الدين الجورشي الى محاولة تأسيس تيار جديد بعد الانسحاب من الاتجاه الاسلامي.

وهنا يشدد النيفر على حرص الفكر الزيتوني الذي تشبعوا به على مغادرة مناطق العقل الاتباعي، لكنه يتدارك قائلا: انها لمأساة ان تغادر تنظيما معينا، فما بالك بتنظيم ديني. الاسلاميون ليسوا تجمعا عاديا وليسوا حزبا سياسيا عاديا. هناك بعد وجودي وفلسفي وروحي. وعرج على الفكر الاخواني فاعتبره غير ملتصق بالواقع قائلا انه في لقاء له باحد القيادات الاخوانية بمصر لمس انغلاقا تاما على مؤلفات حسن البنا في معالجة ما يستجد من مشاكل ووقائع.

اجراءات اقصائية

في السياق ذاته لا يخفي القيادي السابق بالاتجاه الاسلامي زهير يوسف خيبة امله في الوجوه المتصدرة للمشهد النهضوي الان متهما الاسلاميين بالجهل وعدم الاطلاع، قائلا بصريح العبارة : كثيرون من اخواننا اصبحوا لا يقرؤون ما يقال عنهم بل لا ياخذون الا بكلام الشيخ. لم تعد لنا ملامح سياسية بعد الثورة.

ذهنية التجاوز النهضوية ؟ !؟

حديث وجد صداه ايضا لدى تدخل صلاح الدين الجورشي الذي عاد الى حقبة الثمانينات عندما انغلقت القيادة الاسلامية على نفسها. حيث كان راشد الغنوشي هو الماسك بزمام التيار. فلا ديمقراطية داخلية ولا اراء مخالفة بل اتخذت في شأن البعض (ومنهم الجورشي) اجراءات اقصائية وحشية على غرار الجورشي الذي تأسف على عدم تبني القيادة لفكرة ارساء برلمان داخلي.

بينما خفف نور الدين العرباوي القادم من مجلس شورى الحركة من وطأة النقد متحدّثا عن قدرة النهضة على تجاوز نفسها عبر الذهنية التنسيبية المترجمة في البراغماتية. بل ذهب الى حد وصف التيار بالمسلمين الديمقراطيين. بالرغم من المعارضة الشرسة التي لقيها من الناشط السياسي محمد القوماني الذي لم يخفي اغتباطه بعدم وجود اغلبية مشائخية من بين مكوني التيار ( النواة الولى كانت اغلبها من الطلبة و حديثي التخرج..)، لكنه شدد على ان نص البيعة الذي كان يلتزم به الاعضاء كانت به مرجعية اخوانية واضحة.

على مدى اكثر من ثلاث ساعات اذن تطارح العديد من ابناء التيار الاسلامي التونسي الافكار حول نشأة السلام السياسي وعلاقته بالواقع التونسي وبالحراك السياسي العربي والاسلامي. لكن ما يلاحظ ان التدخلات قد اقتصرت على الحضوري الرجالي دون ان تتدخل اية مشاركة من بنات الاتجاه الاسلامي مما حدا بنائب رئيس حركة النهضة الى همس الحاضرات قائلا: لو كنت مكانكن سيداتي لاعتصمت هنا احتجاجا على عدم الادلاء بارائكن."

محمد الجلالي